الإبن العاق

 يحاول الآباء دائماً أن يفعلوا كل ما بوسعهم لتلبية احتياجات ابنائهم ،ويقضون حياتهم في العمل و الشقاء لتوفير لهم حياة كريمة، حتى يكونوا في أفضل حال، و على الرغم من ذلك ليس كل الأبناء يقدرون ما يفعله آبائهم لهم، وهذه القصة التي سنرويها عليكم،  تحكي عن واحد من الأبناء الذين لم يقدروا أي شيء يفعله الآباء لأجلهم، حيث أن هذا الشاب عاش حياة مرفهة.فقد قام والده بتوفير كل متطلباته الضرورية والغير ضرورية، وتعلم هذا الشاب في أفضل المدارس والجامعات، و كان يعيش في أعلى مستوى اجتماعي وفي مكان راقي، وعندما أصبح شاباً وفر له والده عدد كبير من السيارات حتى يرضيه،وليتفاخر وسط أصحابه.

 

 

 

وعلى الرغم من ذلك لم يقدر كل ما يفعله والده لأجله ، ولم يرى أي وجود له في حياته، فكان كل إهتمامه بأصدقائه فقط، وكل وقته لهم إما أن يتصل بهم أو يخرج معهم، ولم يعطي أي شيء من وقته لوالده حتى ولو ساعة واحدة في اليوم، على الرغم من أن كل ما هو فيه يرجع الفضل لوالده ولكنه لم يقدر ذلك.

 

وعندما كان يطلب منه والده أن يجلس معه قليلاً ليتحدثوا مثل أي ابن ووالده، فكان رده دائماً أنه مشغول، ثم يتركه و يخرج مع أصدقائه، وعندما كان ينصحه والده بأي نصيحة كان يغضب ويتجاهل كلامه تماماً، لأنه يرى أن والده فكره قديم لا يناسب العصر الذي يعيش فيه الابن ، وظل الابن على هذا الوضع مع أبيه فترة كبيرة، حتى جاء اليوم الذي حدث فيه شيء جعل الابن يعيد تفكيره مرة أخري، ويندم على كل ما بدر منه مع والده، ففي هذا اليوم كان يجلس هذا الشاب مع صديقه المقرب.

وأثناء حديثهم جاء لصديقه خبر وفاة والده من خلال مكالمة هاتفية، ثم بدأت علامات الصدمة و الحزن تظهر على وجه صديقه بعد هذه المكالمه ثم انهار من البكاء، وقد كان صديقه أيضاً يقوم بنفس هذه الأفعال مع والده، وبعد سماع هذا الشاب خبر وفاة والد صديقه، بدأ يتذكر ما كان يفعله مع والده، و تجاهله له عندما كان يطلب منه أن يجلس معه قليلاً، وشعر بتأنيب الضمير وندم على أفعاله، وبعدما ذهب مع صديقه لدفن والده، عاد إلى أبيه على الفور، وهو في حالة انهيار شديد، واعتذر له عما بدر منه، ووعده بعدم التقصير تجاهه مرة أخرى ،وطلب منه أن يرضي عنه و يسامحه.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى