قصة عاشقين 2
قصة عايش ونورة
وأخيرا عاد لقريته بعد الكثير من التعب والكد الذي لاقاهما، كانت الفرحة بقلبه لا توصف، وأول شيء أراد فعله الذهاب لمنزل “نورة” وطلب يدها للزواج مجددا، ولكن كانت المفاجأة التي قصمت ظهره، لقد تزوجت “نورة” من غيره.
بينما كان “عايش” في سفره تقد شخص بطلب يد “نورة” للزواج من والدها، وعندما وجده والدها مناسبا وخير أصر على “نورة” ابنته بالزوااج منه، وكان من عادات فتيات العرب الانصياع لأوامر آبائهن، تزوجت “نورة” رغما عنها من الشخص الذي رآه والدها مناسبا لها، وسافرت معه لبلاد بعيدة لا يعلم أهل قريتها عنها شيئا.
وعندما عاد “عايش” من سفره علم كل ذلك، فأطلق بيت شعر قائلا: “أبنشدك عن ضي القمر وشلون نوره؟”أصبح هم “عايش” الأول والأخير الاطمئنان على “نورة” حبيبته ومعرفة ولو شيء بسيط من أخبارها، جاب البلاد من قرية لأخرى،.
وبكل بلدة يحل عليها يطلق بيت الشعر كلغز وأن من يتمكن من حله يصبح كل ماله وحلاله حلا له، ومن قرية لأخرى أخذ يتنقل “عايش”، حتى ورد بقرية وبعدما تمت ضيافته أخبرهم قائلا: “عندي لغز ومن يتمكن من حله يصبح كل مالي وحلالي ملكا له”.
فسألوه أهل القرية عن اللغز، فأخبرهم قائلا: “أبنشدك عن ضي القمر وشلون نوره”.وكالسابقين هناك من قال بأنه أبيض، وهناك من قال بأنه أبيض مختلط باللون الأصفر، والإجابات كلها كانت خاطئة ولا تمت للإجابة الصحيحة بصلة، فجلس “عايش” حتى حل الظلام واستراح من سفره.
حينها كان زوج “نورة” من بين الجالسين، وعندما عاد لزوجته بمنزله..زوج نورة: “لقد جاء اليوم جل مخبول يقول بأن لديه لغز، ومن يأتي بحله تصير كل أمواله وحلاله حل له”. نورة: “وهل تمكن أحدكم من حل اللغز؟!” زوج نورة: “لم يتمكن أحد على الإطلاق”. نورة: “وما اللغز ربما أعرف حله”.
زوج نورة: “أبنشدك عن ضي القمر وشلون نوره؟”
ابتسمت نورة وشعرت وكأن قلبها عاد للحياة مجددا: “عندما تذهب إليه أخبره (مثل السمك دون البحر وشلون عايش)”.
وبالفعل ذهب إليه زوج نورة وأخبره بالإجابة فأعطاه “عايش” كل أمواله وحلاله ومتاعه، وعندما سأله الزوج عن قريته وأخبره “عايش” بها، طلب منه الزوج أن يعيد معه أمانة لدياره.والأمانة كانت “نورة” نفسها حيث أنها اشترطت على زوجها وأخذت منه ميثاقا غليظا، إن صحت إجابتها وأخذ الأموال فيطلقها.