زوجة الإبن

في هذه الحياة لا يوجد من يحبك و يضحي من أجلك ويعطيك عمره  مثل الأب، فهو يعطيك كل شيء دون مقابل وبكل حب، وهو أيضاً الشخص الوحيد الذي يريدك أفضل منه ، وفي هذا المقال سوف نعرض عليك قصة من أروع القصص التي تبين مدى الحب والتضحية التي يقوم بها الأبُّ من أجل أسرته، وما جزاء هذا الأبُّ بعد هذا العمر والتضحية التي قام بها؟يحكى في قديم الزمان، أن هناك رجل قضي كل حياته في العمل والشقاء والتعب ولم يرتاح أبداً، وذلك حتى يوفر لولده الوحيد وزوجته حياة كريمة، فقد وهب كل وقته وصحته من أجل أسرته ولم يكتفي بهذا فكان يحرم نفسه من كل شيء يحبه لأجل ابنه الوحيد وزوجته.

 

 

 

 

وبعد مرور سنين، أصبح هذا الولد شاباً وتزوج و أنجب ولداً، وجاء اليوم الذي مرضت فيه أم هذا الشاب، واشتد عليها المرض حتى وافتها المنية، وعاش الأب وحيداً بدون زوجته، حتى أثر عليه الحزن وبدأت علامات الشيخوخة تظهر على الأب، وتدهورت حالته الصحية، حتى أصبح لم يعد قادراً على العمل، فقرر اللجوء إلى ابنه علي أمل أن يجد منه المحبة والرحمة.

 

 

ولكنه وجد الخذلان والقسوة منه ومن زوجته، فكانت الزوجة لا تطيق تحمل أبيه، وكانت تبحث عن أي خطأ له، حتى تجعل ابنه يخرجه من البيت، وكان الطفل الصغير يرى هذه الأفعال من أبيه وأمه وكان في غاية الحزن على ما يفعلوه مع جده، واستمرت الزوجه في هذه الافعال مع والد زوجها، حتى جاء اليوم الذي نفذ فيه الزوج طلب الزوجه، وقرر أن يخرج أبيه من البيت.

 

 

وذات يوم كان الطقس فيه قاسياً للغايه، ألبس الابن والده العباءة، وأخذ ابنه معه ثم ذهبوا ، وقرر أن يترك الأب في مكان بعيد و أجلسه على صخرة، وقال له سوف أتركك اليوم هنا وسوف أعود لك غداً، فبكي الأب كثيراً و ترجاه ألا يتركه وحيداً ولكن الابن لم يتأثر، وصرخ في وجه أبيه وقال له سوف أعود غداً وترك والده ومشى بعيداً ومعه ابنه، وأثناء عودة الأب وطفله الصغير إلى المنزل، طلب الطفل من أبيه طلباً عجيباً جعل الأب في حالة من الفزع الشديد.

 

 

حيث طلب منه أن يأتي بالعباءة التي ألبسها لوالده، فقال له لماذا تطلب مثل هذا الطلب يابني ؟  قال: لأني سوف ألبسها لك في يوم من الأيام و سآتي بك إلى هذا المكان أيضاً،  نزل كلام الطفل على أبيه مثل الصاعقة وندم ندماً شديداً على ما فعله مع أبيه، وعاد على الفور ليحمل أبيه و يأخذه معهم إلى المنزل، وبكى كثيراً وتمنى من والده أن يسامحه على ما فعله معه، وبعد عودتهم الى المنزل.

 

 

قام الابن بطرد زوجته من المنزل بسبب ما فعلته مع أبيه، وعاش مع أبيه وابنه، وأصبح يراعى أبيه ويهتم بيه و يعامله بكل رحمة و إنسانية، و المغزى من هذه القصة هو بر الوالدين كما أمرنا الله و أوصانا رسولنا الكريم، فمن رضي عنه أبيه وأمه رضي الله عنه و أكرمه في حياته، كما أن بر الوالدين أحد الشروط لدخول الجنة .

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى